: (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) هكذا أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأمر الله لرسوله أمر له ولأمته لأنه إما وقائدهم إلى الله عز وجل وهذا يدل على أهمية العلم وعلى أهمية التعلم فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إن من يعبد الله على غير علم كالذي يمشي في الفيافي بغير طريق ولا دليل ولهذا لا بد لكل إنسان من طلب العلم وطلب العلم فريضة عين على من احتاج إليه وفريضة كفاية على من لم يحتج إليه عباد الله اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة اطلبوا العلم فإنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة فإنه ميراث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم إنهم ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر من ميراثهم إن الإنسان ليفتخر إذا من الله عليه بعلم أن يكون وارثا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن العلم أفضل من المال وأعظم أجرا وأدوم فائدة اطلبوا العلم ليكن لكم لسان صدق في الآخرين لأن آثار العلم تبقى بعد فناء أهله فالعلماء الربانيون لم تزل آثارهم محمودة وطريقتهم مأثورة وسعيهم مشكورا وذكرهم مرفوعا إن ذكروا في المجالس امتلأت المجالس بالثناء عليهم والدعاء لهم وإن ذكرت الأعمال الصالحة والآداب العالية كانوا قدوة الناس فالناس محتاجون إلى العلماء أشد من احتياجهم إلى الطعام والشراب والنكاح لأن العلماء هم الذين يدلونهم على شريعة الله ولا حياة للإنسان إلا بالقيام بشريعة الله وعلى العلماء أن ينشروا العلم بشتى الوسائل إما في المجالس وإما في الكتابة وإما في المواعظ في المساجد وطرق نشر العلم كثيرة معلومة إن طلب العلم من أفضل الأعمال لما فيه من هذه المطالب العالية ولاسيما في وقتنا هذا الذي كثر فيه طلب الدنيا والتكالب عليها وكثر فيه القراء العارفون دون الفقهاء العاملون إن ثمرة العلم هي العمل والدعوة إلى الله به وكما قال الرسول اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما .