الشيخ سيد ابونورالهدى عضو فضي
عدد الرسائل : 914 تاريخ التسجيل : 01/11/2007
| موضوع: هدية الى كل حاج الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 12:34 pm | |
|
وصايا ذهبية لحجاج بيت الله الحرام دار ابن خزيمة
الحمد لله تعالى المنفرد بصفات الكمال والصلاة والسلام على محمد صاحب الأفضال وصحبه والآل، أخي الحاج: هذه وصايا أحببت اهدائها لك [size=18]سائلاً الله التوفيق لي ولك.
الإخلاص.. الإخلاص.. احذر الرياء
أخي الحاج: إنك مقدم على عمل جليل وشعيرة مباركة إن وفقك الله على أدائها فأنت على خير عظيم.
ولكن أخي: هل استحضرت نيتك وأنت تقصد هذا البيت المبارك؟
فإن استحضار النية أمر لابد منه، ويُعطى العبد من الأجر بقدر نيته ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه } [رواه البخاري].
فاحرص أخي الحاج على صدق النية، فإنك لطالما تكبّدت التعب والصعاب، فلا يذهبنّ تعبك باطلاً،{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء }[البينة:5]،{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ }[الزمر:2]، قال ابن العربي: ( هذه الآية دليل على وجوب النية في كل عمل.. ).
أخي الحاج: مجاهدة النفس على الإخلاص ورفض الرياء أمر شديد ولكنه يسير على من يسّره الله عليه، ومن قهرها تلذذ بالطاعات ووجد بركة العبادات.
سئل سهل بن عبدالله: أي شيء أشد على النفس؟ قال: ( الإخلاص لأنه ليس لها فيها نصيب ). وقال سفيان الثوري: ( ما عالجت شيئاًً أشد عليّ من نيتي إنها تتقلب عليّ ).
أخي الحاج: إنك تقدم إلى أطهر بيت في الأرض في خير البقاع، ضيفاً على ملك الملوك جبار السماوات والأرض سبحانه وعز وجل فلا تحدثن أخي قلبك بغيره فاخلص التوجه له سبحانه وتعالى. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه } [رواه مسلم].
أخي المسلم: لا تكن من أولئك الذين خرجوا إلى الحج رياء وسمعة، حتى يقال لأحدهم: إنه حجّ بيت الله وحتى يلقبه الناس بـ ( الحاج ) ومثل هذا ليس له من حجه إلا التعب والنصب قال صلى الله عليه وسلم: { من سمّع سمّع الله به ومن يرائي يرائي الله به } [رواه البخاري ومسلم].
فاحذر أخي الرياء فهو الشرك الذي لطالما حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم: { إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر } قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: { الرياء } [رواه أحمد]. فالإخلاص.. الإخلاص أخي الحاج فالرياء محبط للعمل.
أخي المسلم: هل لك في علاج لصغير الشرك وكبيره؟ فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء إذا قلناه أذهب الله عنا صغار الشرك وكباره. قال صلى الله عليه وسلم: { الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، واستغفرك لما لا أعلم } [صحيح الجامع الصغير].
وإليك أخي هذه الوصية الثمينة من الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ( فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين بما ليس فيه شانه الله ).
إنها أيام الدعاء فاغتنمها
أخي الحاج: أما يسرّك: أن تقضى حاجاتك؟!
أما يسرّك: أن تُشْفى أو يُشْفى مريضك؟!
أما يسرّك: أن يثبتك الله تعالى على دينه الحق؟!
أما يسرّك: أن يهديك لما اختُلفَ فيه؟!
أما يسرّك: أن يغفر الله ذنبك ما تقدم منه وما تأخر؟!
أما يسرّك: أن يرزقك الله حسن الختام في الدنيا؟َ
أما يسرّك: أن تلقى الله وهو راض عنك؟!
أما يسرّك: أن يباعد وجهك من النار؟!
أما يسرّك: أن يدخلك الجنة فتنعم فيها مع الأبرار؟!
بلى يسرّك أن يحقق الله تعالى لك تلك الأمنيات وما أجلها من أمنيات.
أخي: وأنت تتقلب بتلك المشاعر الطاهرة فلا تعجزن عن الدعاء فإياك أن تفوت هذه الغنيمة، وإلا فما فائدة حجك إذا لم تلق بقلبك أمام خالقك تعالى في تلك البقاع؟! فما أغلاها من بضاعة، وما أبخس الذين يضيّعونها.
أخي الحاج: قسّم العلماء الدعاء إلى قسمين: دعاء العبادة ودعاء المسألة وانظر معي أخي في كلام العلامة عبدالرحمن السعدي طيب الله ثراه حيث قال: ( كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء والنهي عن دعاء غير الله والثناء على الداعين يتناول دعاء المسألة ودعاء العبادة وهذه قاعدة نافعة، فإن أكثر الناس إنما يتبادر لهم من لفظ الدعاء والدعوة دعاء المسألة فقط ولا يظنون دخول جميع العبادت في الدعاء وهذا خطأ جرهم إلى ما هو شرّ منه فإن الآيات صريحة في شموله لدعاء المسألة ودعاء العبادة ).
وهذا هو العلامة القدوة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز قدس الله روحه وشمله بإحسانه وأسكنه بحْبوحة جنانه يقول: ( إن نوعي الدعاء متلازمان وذلك أن الله تعالى يُدعى لجلب النفع ودفع الضر دعاء المسألة ويُدعى خوفاً ورجاءً دعاء العبادة، فعلم أن النوعين متلازمان فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة ).
أخي الحاج: فاحرص على الدعاء، ولا يغيب عنك أنه عبادة قال صلى الله عليه وسلم: { الدعاء هو العبادة } [رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه، صحيح الجامع الصغير:3407].
أخي المسلم: فلا تكونن من العاجزين في الدعاء فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام } [رواه ابن حبان، صحيح الجامع الصغير:1044ٍ].
أخي الحاج: إن أعظم ما في تلك الأيام المباركة يوم عرفة، ذلك اليوم الذي ينتظره الصالحون وقد أعدُّوا السؤال واستحضروا الحاجات، فيسألون ربهم تعالى خير الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: { خير الدعاء دعاء يوم عرفة } [رواه الترمذي ومالك، صحيح الجامع الصغير].
أخي الحاج: أين موقعك يومها؟ أفي المستغفرين المقبلين على الله بالضراعة والدعاء؟ أم في الغافلين اللاهين بقلوبهم عن عظمة ذلك اليوم؟! قال الإمام النووي في يوم عرفة: ( وينبغي أن يكرر الاستغفار والتلفظ بالتوبة من جميع المخالفات مع الندم بالقلب وأن يكثر البكاء مع الذكر والدعاء فهناك تسكب العبرات وتستقال العثرات وترتجى الطلبات وإنه لمجمع عظيم وموقف جسيم يجتمع فيه خيار عباد الله الصالحين وأوليائه المخلصين والخواص من المقربين وهو أعظم مجامع الدنيا، وقد قيل إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة غفر لكل أهل الموقف ).
أخي الحاج: إياك ودعاء الغافلين اللاهين وادع دعاء المخلصين، المخبتين قال صلى الله عليه وسلم: { واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب لاه } [رواه الترمذي والحاكم والطبراني، صحيح الجامع الصغير:245].
أخي الحاج: وأنت تقف بتلك الربوع الطاهرة لا بد أن أذكرك ببعض آداب الدعاء لعل الله تعالى أن يرحم ضعفك وأنت بين يديه، فعليك أخي الحاج
أولاً: أن تقبل على الله خاشعاً متضرعاً راغباً راهباً:{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }[الأنبياء:90].
ثانياً: استقبال القبلة.
ثالثاً: وهو قبل دعائك: تمجيد الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله ثم الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو.
رابعاً: الإقرار بالذنب والاعتراف بالخطيئة.
خامساً: الدعاء ثلاثاً.
| |
|
الخوط
عدد الرسائل : 23 تاريخ التسجيل : 27/11/2008
| موضوع: رد: هدية الى كل حاج الأحد نوفمبر 30, 2008 8:42 am | |
| الله اكبر الله اكبر بارك الله فيك يا الشيخ سيد | |
|