ثانياً : تعبد الله بالرضىاجعل شعارك عند وقوع البلاء :
إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً منها ..
اهتف بهذه الكلمات عند أول صدمة .. تنقلب في حقك البلية مزية ..
والمحنة منحة .. والهلكة عطاء وبركة !
تأمل في أدب البلاء في هذه الآية :
{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }
ثالثا ً: افقه سر البلاء
لا تحزن .. فالبلاء جزء لا يتجزء من الحياة .. لا يخلو منه غني ولا فقير ..
ولا ملك ولا مملوك .. ولا نبي مرسل .. ولا عظيم مبجل .. فالناس
مشتركون في وقوعه .. ومختلفون في كيفياته ودرجاته ..
{لقد خلقنا الإنسان في كبد }
لا تحزني .. واستشعر في كل بلاء أنك رشحت لامتحان من الله !..
تثبت وتأمل وتمالك وهدي الأعصاب .. وكأن منادياً يقول لك في خفاء
هامساً ومذكرا ً: أنت الآن في إمتحان جديد .. فاحذر الفشل ..
تأمل قوله : { من يرد الله به خيراً يصب منه } [ رواه البخاري ]
رابعاً : لا تقلقفالمريض سيشفى .. والغائب سيعود .. والمحزون سيفرح .. والكرب سيرفع ..
والضائقة ستزول .. وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد .
.
(( فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا) )
لا تحزن.. فإنما كرر الله اليُسْر في الآية .. ليطمئن قلبك .. وينشرح صدرك ..
وقيل : { لن يغلب عُسر يُسرين }..
خامسا ً: اجعل همك في الله
.. إذا اشتدت عليك هموم الأرض .. فاجعلي همك في السماء ..
ففي الحديث : { من جعل الهموم هماً واحداً هـمَّ المعاد ، كفاه الله سائر همومه
ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك }
[ صحيح الجامع ]
لا تحزن .. فرزقك مقسوم .. وقدرك محسوم .. وأحوال الدنيا لا تستحق
الهموم .. لأنها كلها إلى زوال .. وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
إذا آوى إليك الهم .. فأوي به إلى الله .. والهج بذكره :
( الله الله ربي لا أشرك به أحداً )
( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )
( رب إني مغلوب فانتصر )
فكلها أوراد شرعية يُغفر بها الذنب ويَنفرج بها الكرب ..
اطلب السكينة في كثرة الإستغفار .. استغفر بصدق مرة ومرتين ومائة
ومائتين وألف .. دون تحديد متلذذ بحلاوة الاستغفار ..
ونشوة التوبة والإنابة ..
" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "
اطلب الطمأنينة في الأذكار بالتسبيح ، والتهليل ،
والصلاة على النبي الأمين وتلاوة القرآن ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب
لا تحزن .. وافزع إلى الله بالدعاء ..
تضرع إلى الله في ظلم الليالي ..
وأدبار الصلوات .. اختل بنفسك في قعر بيتك شاكي إليه .. باكي لديه ..
سائل فَرَجه ونَصره وفتحه .. وألحِّ عليه.. مرة واثنتين وعشراً فهو
يحب المُلحين في الدعاء ..
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}
(استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم)))
(اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض)
(اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك)
ان القلوب الى الرسول تميل ... ومعي بذلك شاهد ودليل
اما الدليل إذا ذكرت محمدا ... صارت دموع العاشقين تسيل
اللهم صلى وسلم وبارك عليك يا سيدي ويا حبيبي ومهجة فؤادي يا رسول اللهلا تنسونى من صالح دعائكم.
واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين